ثم ختم - سبحانه - قصتهم بما ختم به القصص السابقة فقال : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ ) .قال صاحب الكشاف : فإن قلت : ما فائدة تكرير قوله : ( فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ ) ؟قلت : فائدته أن يجددوا عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين ادكارا واتعاظا ، وأن يستأنفوا تنبها واستيقاظا إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه ، وأن يقرع لهم العصا مرات ، ويقعقع لهم الشن تارات لئلا يغلبهم السهو ، ولا تستولى عليهم الغفلة ، وهذا حكم التكرير ، كقوله : ( فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) عند كل نعمة عدها فى سورة الرحمن .وكقوله : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) عند كل آية أوردها فى سورة المرسلات ، وكذلك تكرير الأنباء والقصص فى أنفسها ، لتكون تلك العبر حاضرة للقلوب ، مصورة للأذهان ، مذكورة غير منسية فى كل أوان .