وجئ بحرف الاستقبال فى قوله - تعالى - : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى ) ، لإفادة أن هذا العطاء مستمر غير مقطوع ، كما فى قوله - تعالى - : ( وَلَسَوْفَ يرضى ) وحذف المفعول الثانى فى قوله : ( يُعْطِيكَ ) ، ليعم كل وجوه العطاء التى يحبها صلى الله عليه وسلم أى : ولسوف يعطيك ربك عطاء يرضيك رضاء تاما .والتعبير بقوله ( فترضى ) ، ليعم كل وجوه العطاء التى يحبها الله صلى الله عليه وسلم أى : ولسوف يعطيك ربك عطاء يرضيك رضاء تاما .والتعبير بقوله ( فترضى ) المشتمل على فاء التعقيب ، للإِشعار بأنه عطاء عاجل النفع ، وأنه سيأتى إليه صلى الله عليه وسلم فى وقت قريب ، وقد أنجز - سبحانه - وعده .قال الجمل : وقوله - سبحانه - : ( وَلَلآخِرَةُ ) اللام فيه للابتداء مؤكدة لمضمون الجملة . وإنما قيد بقوله - تعالى - ( لك ) لأنها ليست خيرا لكل واحد . وقوله : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ . . . ) هذا وعد شامل لما أعطاه الله - تعالى - له من كمال النفس ، وظهور الأمر ، وإعلاء الدين . . واللام لام الابتداء ، والمبتدأ محذوف ، أى : ولأنت سوف يعطيك ربك ، وليست لام القسم ، لأنها لا تدخل على المضارع ، إلا مع نون التوكيد . .