وقوله - تعالى - : ( الذى عَلَّمَ بالقلم ) أى : علم الإنسان الكتابة بالقلم ، ولم يكن له علم بها ، فاستطاع عن طريقها أن يتفاهم مع غيره ، وأن يضبط العلوم والمعارف ، وأن يعرف أخبار الماضين وأحوالهم ، وأن يتخاطب بها مع الذين بينه وبينهم المسافات الطويلة .ومفعولا " علَّم " محذوفان ، دل عليهما قوله ( بالقلم ) أى : علم ناسا التكابة بالقلم .وتخصيص هذه الصفة بالذكر ، للإِيماء إلى إزالة ما قد يخطر بباله صلى الله عليه وسلم من تعذر الراءة بالنسبة له ، لجهله بالكتابة ، فكأنه - تعالى - يقول له : إن من علم غيرك القراءة والكتابة بالقلم ، قادر على تعليمك القراءة وأنت لا تعرف الكتابة ، ليكون ذلك من معجزاتك الدالة على صدقك ، وكفاك بالعلم فى الأمة معجزة .