وبعد أن بين - سبحانه - أن معرفة حقيقتها أمر عسير . . أتبع ذلك ببيان أحوال الناس وقت وقوعها فقال : ( يَوْمَ يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث ) .و " يوم " منصوب بفعل مقدر . والفراش : هو الحشرة التى تتهافت نحو النار ، وسمى بذلك لأنه يتفرش وينتشر من حولها .والمبثوث : المنتشر المتفرق . تقول : بثثت الشئ ، إذا فرقته ، ومنه قوله - تعالى - : ( وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) أى : متناثرة متفرقة .أى : تحصل القارعة يوم يكون الناس فى انتشارهم وكثرتهم واضطرابهم وإقبالهم نحو الداعى لهم نحو أرض المحشر . . كالحشرات الصغيرة المتهافتة نحو النار .فأنت ترى أنه - سبحانه - قد شبه الناس فى هذا الوقت العصيب ، بالفراش المتفرق المنتشر فى كل اتجاه ، وذلك لأن الناس فى هذا اليوم يكونون فى فزع ، يجعل كل واحد منهم مشغولا بنفسه ، وفى حالة شديدة من الخوف والاضطراب .