قال صاحب الكشاف : قوله : ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) من قولهم إذا دعوا على الرجل بالهلكة ، هوت أمه ، لأنه إذا هوى - أى سقط وهلك . . فقد هوت أمه ثكلا وحزنا . . فكأنه قيل : وأما من خفت موازينه فقد هلك .وقيل : " هاوية " من أسماء النار ، وكأنها النار العميقة لهوى أهل النار فيها مهوى بعيدا ، كما روى : " يهوى فيها سبعين خريفا " أى : فمأواه النار .وقيل للمأوى : أم ، على التشبيه ، لأن الأم مأوى الولد ومفزعه . .وقال بعض العلماء : واعلم أنه يجب علينا أن نؤمن بما ذكره الله - تعالى - من الميزان فى هذه الآية وما يشبهها ، وليس علينا أن نبحث فيما وراء ذلك مما لم يثبت عن الله - تعالى - ورسوله صلى الله عليه وسلم ونكل ما وراء ذلك إلى علام الغيوب ، على أن وزن الأعمال ، أو وزن صحائفها أو وزن الصور الجميلة ، كل ذلك أمر ممكن ، لا يترتب على فرض وقوعه محالن فوقوع شئ من ذلك ، لا يعجز الله - تعالى - ولا يقف أمام قدرته الغالبة .