ثم أكد - سبحانه - هذا المعنى تأكيدا قويا فقال : ( ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليقين ) أى : ثم لترون الجحيم رؤية هى ذات اليقين ونفسه وعينه ، وذلك لأن تشاهدوها مشاهدة حقيقية ، بحيث لا يلتبس عليكم أمرها .وقد قالوا إن مراتب العلم ثلاثة : علم اليقين وهو ما كان ناتجا عن الأدلة والبراهين .وعين اليقين : وهو ما كان عن مشاهدة وانكشاف .وحق اليقين : وهو ما كان عن ملابسة ومخالطة .ومثال ذلك أن تعلم بالأدلة أن العبة موجودة ، فذلك علم اليقين ، فإذا رأيتها بعينيك فذلك عين اليقين ، فإذا ما دخلت فى جوفها فذلك حق اليقين . .فأنت ترى أنه - سبحانه - قد حذر الناس من الاشتغال عن طاعته ، ومن التباهى والتكاثر ، بأبلغ أساليب التأكيد وأقواها .