وقوله - سبحانه - : ( رِحْلَةَ الشتآء والصيف ) بيان لمظهر من مظاهر هذا الإِيلاف الذى منحه - سبحانه - لهم ، والرحلة هنا : اسم لارتحال القوم من مكان إلى آخر ، ولفظ " رحلة " منصوب على أنه مفعول به لقوله ( إِيلاَفِهِمْ ) . .والمراد بهذه الرحلة : ارتحالهم فى الشتاء إلى بلاد اليمن ، وفى الصيف إلى بلاد الشام ، من أجل التجارة ، واجتلاب الربح .واستدرار الرزق ، والاستكثار من القوت واللباس وما يشبههما من مطالب الحياة .وقيل : المراد برحلة الشتاء والصيف : رحلة الناس إليهم فى الشتاء والصيف للحج والعمرة ، فقد كان الناس يأتون إلى مكىة فى الشتاء والصيف لهذه الاغراض ، فيجد أهل مكة من وراء ذلك الخير والنفع ، كما قال - تعالى - : ( لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ ).