﴿وإنْ أدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكم ومَتاعٌ إلى حِينٍ﴾

عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿وإنْ أدْرِي أقَرِيبٌ أمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠٩] . والضَّمِيرُ الَّذِي هو اسْمُ (لَعَلَّ) عائِدٌ إلى ما يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى ﴿أقَرِيبٌ أمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠٩] مِن أنَّهُ أمْرٌ مُنْتَظَرُ الوُقُوعِ وأنَّهُ تَأخَّرَ عَنْ وُجُودِ مُوجِبِهِ، والتَّقْدِيرُ: لَعَلَّ تَأْخِيرَهُ فِتْنَةٌ لَكم، أوْ لَعَلَّ تَأْخِيرَ ما تُوعَدُونَ فِتْنَةٌ لَكم، أيْ ما أدْرِي حِكْمَةَ هَذا التَّأْخِيرِ فَلَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكم أرادَها اللَّهُ لِيُمْلِيَ لَكم، إذْ بِتَأْخِيرِ الوَعْدِ يَزْدادُونَ في التَّكْذِيبِ والتَّوَلِّي وذَلِكَ فِتْنَةٌ.

والفِتْنَةُ: اخْتِلالُ الأحْوالِ المُفْضِي إلى ما فِيهِ مَضَرَّةٌ.

صفحة ١٧٥

والمَتاعُ: ما يُنْتَفَعُ بِهِ مُدَّةً قَلِيلَةً. كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا في البِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ﴾ [آل عمران: ١٩٦] . في سُورَةِ آلِ عِمْرانَ.

والحِينُ: الزَّمانُ.