Welcome to the Tafsir Tool!
This allows users to review and suggest improvements to the existing tafsirs.
If you'd like to contribute to improving this tafsir, simply click the Request Access button below to send a request to the admin. Once approved, you'll be able to start suggesting improvements to this tafsir.
﴿قالُوا أجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾
جَوابٌ عَنْ قَوْلِهِ ﴿أنْ لا تَعْبُدُوا إلّا اللَّهَ﴾ [هود: ٢٦]، ولِذَلِكَ جاءَ فِعْلُ قالُوا مَفْصُولًا عَلى طَرِيقِ المُحاوَرَةِ.
والِاسْتِفْهامُ إنْكارٌ. والمَجِيءُ مُسْتَعارٌ لِلْقَصْدِ بِطَلَبِ أمْرٍ عَظِيمٍ، شُبِّهَ طَرُوُّ الدَّعْوَةِ بَعْدَ أنْ لَمْ يَكُنْ يَدْعُو بِها بِمَجِيءٍ جاءَ لَمْ يَكُنْ في ذَلِكَ المَكانِ.
والأفْكُ بِفَتْحِ الهَمْزَةِ: الصَّرْفُ، وأرادُوا بِهِ مَعْنى التَّرْكُ، أيْ لِنَتْرُكَ عِبادَةَ آلِهَتِنا.
وهَذا الإنْكارُ تَعْرِيضٌ بِالتَّكْذِيبِ فَلِذَلِكَ فُرِّعَ عَلَيْهِ فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَصَرَّحُوا بِتَكْذِيبِهِ بِطَرِيقِ المَفْهُومِ.
صفحة ٤٧
والمَعْنى: ائْتِنا بِالعَذابِ الَّذِي تَعِدُنا بِهِ، أيْ عَذابِ اليَوْمِ العَظِيمِ، وإنَّما صَرَفُوا مُرادَ هُودٍ بِالعَذابِ إلى خُصُوصِ عَذابِ الدُّنْيا لِأنَّهم لا يُؤْمِنُونَ بِالبَعْثِ وبِهَذا يُؤْذِنُ قَوْلُهُ بَعْدَهُ فَلَمّا رَأوْهُ عارِضًا وقَوْلُهُ ﴿بَلْ هو ما اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ﴾ [الأحقاف: ٢٤] . وأرادُوا: ائْتِنا بِهِ الآنَ لِأنَّ المَقامَ مَقامُ تَكْذِيبٍ بِأنَّ عِبادَةَ آلِهَتِهِمْ تَجُرُّ لَهُمُ العَذابَ.و”مِنَ الصّادِقِينَ“ أبْلَغُ في الوَصْفِ بِالصِّدْقِ مِن أنْ يُقالَ: إنْ كُنْتَ صادِقًا، كَما تَقَرَّرَ في قَوْلِهِ - تَعالى - وكانَ مِنَ الكافِرِينَ في سُورَةِ البَقَرَةِ، أيْ إنْ كُنْتَ في قَوْلِكَ هَذا مِنَ الَّذِينَ صَدَقُوا، أيْ فَإنْ لَمْ تَأْتِ بِهِ فَما أنْتَ بِصادِقٍ فِيهِ.