وقوله - سبحانه - ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السواء بِجَهَالَةٍ . . ) بيان لسعة رحمته - سبحانه - بعباده ، ورأفته بهم .والمراد بالجهالة : الجهل والسفه اللذان يحملان صاحبهما على ارتكاب ما لا يليق بالعقلاء ، وليس المراد بها عدم العلم .قال مجاهد : كل من عصى الله - تعالى - عمدا أو خطأ فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته .وقال ابن عطيه : الجهالة هنا بمعنى تعدى الطور ، وركوب الرأس : لا ضد العلم .ومنه ما جاء فى الخبر : " اللهم إنى أعوذ بك من أن أجهل ، أو يجهل على " .ومنه قول الشاعر :ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلين