ثم بين - سبحانه - ما أعده للكافرين من عذاب يوم القيامة فقال : ( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً الذين كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً ) وقوله : ( وعرضنا ) . . أى : أظهرنا وأبرزنا يقال : عرض القائد جنده إذا أظهرهم ليشاهدهم الناس .أى : جمعنا الخلائق يوم البعث والنشور جمعا تاما كاملا . وأبرزنا وأظهرنا جهنم فى هذا اليوم للكافرين إبرازا هائلا فظيعا ، حيث يرونها ويشاهدونها بدون لبس أو خفاء ، فيصيبهم ما يصيبهم من رعب وفزع عند مشاهدتها .وتخصيص العرب بهم ، مع أن غيرهم - أيضا - يراها ، لأنها ما عرضت إلا من أجلهم ، ومن أجل أمثالهم ممن فسقوا عن أمر ربهم .ويرى بعضهم أن اللام فى ( للكافرين ) بمعنى على ، لأن العرض يتعدى بها ، قال - تعالى - : ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار . . ) وقال - سبحانه - : ( النار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً . . . ).