واستجاب موسى لنصح هذا الرجل ( فَخَرَجَ مِنْهَا ) أى : من المدينة ، حالة كونه ( خَآئِفاً ) من الظالمين ( يَتَرَقَّبُ ) التعرض له منهم ، ويعد نفسه للتخفى عن أنظارهم .وجعل يتضرع إلى ربه قائلا : ( رَبِّ نَجِّنِي ) بقدرتك وفضلك ( مِنَ القوم الظالمين ) بأن تخلصنى من كيدهم ، وتحول بينهم وبينى ، فأنا ما قصدت بما فعلت ، إلا دفع ظلمهم وبغيهم .وإلى هنا تكون السورة الكريمة ، قد قصت علينا هذا الجانب من حياة موسى ، بعد أن بلغ أشده واستوى ، وبعد أن دفع بهمته الوثابة ظلم الظالمين ، وخرج من مدينتهم خائفا يترقب ، ملتمسا من خالقه - عز وجل - النجاة من مكرهم .