قدعا موسى - عليه السلام - ربه أن يشكف عنهم العذاب ، فأجاب الله دعوته بأن كشف عنهم ، فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أنهم نقضوا عهدوهم ، واستمروا على كفرهم ، كما قال - تعالى - : ( فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ العذاب ) أى : فحين كشفنا عنهم العذاب الذى حل بهم ( إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ) أى : إذا هم ينقضون عهدهم بالإِيمان فلا يؤمنون . يقال : نكث فلان عهده ونقضه ، إذا لم يف به .ومن سوء أدبهم أنهم قالوا : ادع لنا ربك ، فكأن الله - تعالى - رب موسى وحده ، وليس ربا لهم .وشبيه بهاتين الآيتين قوله - تعالى - : ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرجز قَالُواْ ياموسى ادع لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بني إِسْرَآئِيلَ . . . فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرجز إلى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ).