وقوله - تعالى - : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً ) يصح أن يكون متعلقاً بقوله : ( مُّهِينٌ ) كما يصح أن يكون منصوباً بفعل مقدر .أى : اذكر - أيها العاقل - لتتعظ وتعتبر ، يوم يبعث الله - تعالى - هؤلاء الكافرين جميعا من قبورهم ، فينبثهم ويخبرهم بما عملوا من أعمال سيئة .والمراد بالإنباء فى قوله : ( فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عملوا ) المجازاة والمحاسبة وإنزال حكمه بهم .وجملة : ( أَحْصَاهُ الله ) مستأنفة ، لأنها بمنزلة الجواب عما قبلها ، فكأن سائلا سأل وقال : كيف ينبئهم الله بأعمالهم؟ فكان الجواب : أحصى الله - تعلاى - عليهم عملهم ، وسجله عليهم تسجيلا تاما .وجملة ( وَنَسُوهُ ) حال من مفعول ( أحصى ) أى : والحال أنهم قد نسوا ما عملوه ، لتهاونهم به حين اقترفوه ، ولاعتقادهم بأنهم لن يسألوا عنه يوم القيامة ، فهم قد أنكروا البعث والحساب والثواب والعقاب .ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : ( والله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) أى : والله - تعالى - مشاهد لكل شىء فى هذا الكون ، ولا تخفى عليه خافية من أحوال خلقه .وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( وَوُضِعَ الكتاب فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ ياويلتنا مَالِ هذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ).